الأحد، ٣ مايو ٢٠٠٩

لسة ب ح ل م
أحلم أن أشخطب روحي على المسافة الجارحة بين سور الكنيسة والبيت الكبير .. أحلم أن العب الأستغماية مع قمرة أخويا محمد وأصاحب نجمات السما من لونتهن البهية الشجية أختي سهيرة أحلم أن أصر ذاتي الخضراء الملتبسة إلى الغيطان المترعة بالأغاني أحلم أن أستبق الريح على جسر بحري البلد وأغني لناي البهجة المسجلة على حيطان الدروب المثقلة بالقصص القديمة .. أحلم أن اظل صبيا مدهشا لخالتي بلسم وغالية وزتونة .. أحلم أن أزيح الغبار عن عينا الألم التي لعبت لحظة في عيون قريتي العاشقة المعشوقة .. أحلم أن تبقيني أمي مرزوقة طي كتمان طفولة مستحيلة .. أحلم أن أفترش ألعابي بين العزف المنفرد أبي علي الكبير وبين الشجن الساكت في ضحكات طفلي الأثر علي الصغير .. أنا .. لسة ب ح ل م

الأربعاء، ٢٩ أبريل ٢٠٠٩

أشهد أن لا أمرأه إلا أنت



أشهدُ أن لا امرأة ً

أتقنت اللعبة إلا أنت

واحتملت حماقتي

عشرة أعوام كما احتملت

واصطبرت على جنوني مثلما صبرت

وقلمت أظافري

ورتبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال

إلا أنتِ ..

أشهدُ أن لا امرأة ً

تشبهني كصورة زيتية

في الفكر والسلوك إلا أنت

والعقل والجنون إلا أنت

والملل السريع

والتعلق السريع

إلا أنتِ ..

أشهدُ أن لا امرأة ً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذتِ

واستعمرتني مثلما فعلت

وحررتني مثلما فعلت

أشهدُ أن لا امرأة ً

تعاملت معي كطفل عمره شهران

إلا أنتِ ..

وقدمت لي لبن العصفور

والأزهار والألعاب

إلا أنتِ ..

أشهدُ أن لا امرأة ً

كانت معي كريمة كالبحر

راقية كالشعر

ودللتني مثلما فعلت

وأفسدتني مثلما فعلت

أشهد أن لا امرأة

قد جعلت طفولتي

تمتد للخمسين .. إلا أنت

أشهدُ أن لا امرأة ً

تقدرأن تقول إنها النساء .. إلا أنت

وإن في سُرَّتِها

مركز هذا الكون

أشهدُ أن لا امرأة ً

تتبعها الأشجار عندما تسير

إلا أنتِ ..

ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي

إلا أنتِ ..

وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي

إلا أنت

أشهدُ أن لا امرأة ً

إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة

وحرضت رجولتي عليَّ

إلا أنتِ ..

أشهدُ أن لا امرأة ً

توقف الزمان عند نهدها الأيمن

إلا أنتِ ..

وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر

إلا أنتِ ..

أشهدُ أن لا امرأة ً

قد غيرت شرائع العالم إلا أنت

وغيرت

خريطة الحلال والحرام

إلا أنتِ ..

أشهدُ أن لا امرأة ً

تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال

تحرقني .. تغرقني

تشعلني .. تطفئني

تكسرني نصفين كالهلال

أشهدُ أن لا امرأة ً

تحتل نفسي أطول احتلال

وأسعد احتلال

تزرعني

وردا دمشقيا

ونعناعا

وبرتقال

يا امرأة

اترك تحت شَعرها أسئلتي

ولم تجب يوما على سؤال

يا امرأة هي اللغات كلها

لكنها

تلمس بالذِهْنِ ولا تُقال

أيتها البحرية العينين

والشمعية اليدين

والرائعة الحضور

أيتها البيضاء كالفضة

والملساء كالبلور

أشهدُ أن لا امرأة ً

على محيط خصرها . .تجتمع العصور

وألف ألف كوكب يدور

أشهدُ أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي

على ذراعيها تربى أول الذكور

وآخر الذكور

أيتها اللماحة الشفافة

العادلة الجميلة

أيتها الشهية البهية

الدائمة الطفوله

أشهدُ أن لا امرأة ً

تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت

وكسرت أصنامهم

وبددت أوهامهم

وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت

أشهد أن لا امرأة

إستقبلت بصدرها خناجر القبيلة

واعتبرت حبي لها

خلاصة الفضيله

أشهدُ أن لا امرأة ً

جاءت تماما مثلما انتظرت

وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت

وجاء شكل نهدها

مطابقا لكل ما خططت أو رسمت

أشهدُ أن لا امرأة ً

تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت

تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت

يا امرأة ..كتبت عنها كتبا بحالها

لكنها برغم شعري كله

قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت

أشهدُ أن لا امرأة ً

مارست الحب معي بمنتهى الحضاره

وأخرجتني من غبار العالم الثالث

إلا أنت

أشهدُ أن لا امرأة ً

قبلك حلت عقدي

وثقفت لي جسدي

وحاورته مثلما تحاور القيثاره

أشهدُ أن لا امرأة ً

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

إلا أنتِ ..

السبت، ٢٥ أبريل ٢٠٠٩


أكرهها

أكرهها واشتهي وصلها
وإنني أحب كرهي لها
أحب هذا المكر في عينها
وزورها إن زورت قولها
أكرهها عين كعين الذئب محتالة
طافت أكاذيب الهوى حولها
قد سكن الجنون أحداقها
وأطفأت ثورتها عقلها
أشك في شكي إذا أقبلت باكية
شارحة ذلها
فان ترفقت بها إستكبرت
و جررت ضاحكة ذيلها
إن عانقتني كسرت أضلعي
و أفرغت على فمي غلها
يحبها حقدي ويا طالما وددت
إذ طوقتها قتلها



نزار قباني

الخميس، ٢٣ أبريل ٢٠٠٩

المثالية العمياء


كثير من البشر يعيش في وهم مايسمى في علم النفس بمصطلح " المثالية العمياء " .. وخلاصة الفكرة أن كل مايصدر عنا هو نموزج مثالي أعمى لاجدال فيه وأننا قد نصل في أقل القليل إلى أنصاف أنبياء ..وكما أن الموت لا يحدث إلا للأخرين فإن الأخطاء أيضاء لاتصدر إلا عن الأخرين وتستوجب في هذه الحالة أن نتواضع ونتدخل جراحيا ونتقمص دور الأستاذ لنقول لمن يعلنون عن أخطائهم : عيب ياولد ماتعملش كدا تاني ! .. مساكين هؤلاء المرضى بمثاليتهم العمياء .. مضحك صديقي الذي يعيش حياته على أنه تمثال ثلج أبيض يخاف لو ظهرت عقدة واحدة من عقده لذاب ضعفا وهو يرتجف من أخطائه كفأر مذعور .. و يقول مصطفى أمين : لاتطالب الضعفاء بالاعتذار فالأقوياء فقط يعرفون شجاعة الإعتراف .. اعتذر لكم لأنني ببساطة جملة تناقضات .. وإنني الخطيئة التي تتحرك على الأرض والتي ترجو مع إشراقة كل صباح من الله وحده ( لا كائنات المثالية العمياء المعصومون ) : التوبة

الأحد، ١٩ أبريل ٢٠٠٩

زعيم لدولة نفسي
مقيدا على ذرائع طفل غريب الأطوار ..
.. وبقايا فوضى تسقط من شرفة إنسان.. .. كان لي قلبا يمارس حق الطير .. وقت الكتابة على حافة الحروف .. فأنا لا اعرف كيف أرتدي أناقة الإحساس .. أضبط رابطة عنقي إلى ليالي العشاق .. هنا صبي يلملم ألعابه .. فوق رمال بحر .. يقطعني بجنونه .. فأقذف الرتابة بالتمرد .. وبالكلمات تماثيل الوقار .. لست مواطنا في مملكة قلبك .. أنا زعيم لدولة نفسي .. وخلفي طابور حالم من زمن الثوار

الخميس، ١٦ أبريل ٢٠٠٩

زيارة سرية لقلب الصحاب

لحظة تجلي فكرت مرة أقوم بزيارة سرية لقلب الصحاب
سألت أبدأ منين وأقترحت أروح لأبعد حد جوايا
بدأت .. وفعلا .. اكتشفت .. أن أنا نفسي
حاجة مش موجودة
حاجة شبه الغياب

الثلاثاء، ١٤ أبريل ٢٠٠٩

في محاولة جديدة لنشر غسيلي :

أكاذيب النت العادية

يدفعك الفضول الصحفي غالبا وربما محاولة الكشف عن النفس البشرية ( تلاحظوا عظمة التعبير في عبارة : الكشف عن النفس البشرية - على اعتبار أن الأخ دارون هو من يتحدث ) تدفعك الغلاسة التي تحتفظ بحق أنتاجها من يوم كنت تلعب في طين برك المنشية اللذيذ .. و ربما يدفعك البحث عني أنا شخصيا أو عنك أنت شخصيا أيضا.. يدفعك يا أخ أحمد كل هذا للبحث في سلة الفراغ الهائل التي تكتظ بكل هذه النفوس الباحثة عن خلاص ممكن على الفضاء المفتوح الذي يعرف بالنت : منتديات .. نوافذ حوار .. مواقع تعارف .. مواقع زواج .. مدونات .. والكثير الذي يحال أغلبه وباتقان إلى كلمة : تشات .. ياترى ماهذا الذي يحدث بالفعل .. ومالذي يعبر عنه .. حاولت أن أفهم وكالعادة لم يحدث ( الفهم طبعا ) جربت كل مايعاقب عليه قانون دولة الزوجية من تعارف وحوار وما يكلفه هذا من بذل مشاعر باهظة وبعدها بدأ نشر غسيلي :

فمثلا و أمام شخصية أحمد المراهق الأمور الكاجوال الاستايل الذي يرتع في عمر ال 17 كان عالم المراهقات يقصد أحمد بالكوفي شوب والنايت كلوب والفسح والطلعات .. بالإضافة إلى الأشياء الأخرى التي تم الإفصاح عنها بسلام إذا ماكان هناك عشاء وتوفرت ظروف تطبيق المشاهد المعتادة في هذه المناسبات السعيدة .. أسامة الشاب الذي يلعب في مقتبل الثلاثين كان مقصودا أكثر بفكرة أنه بالإمكان أن يلتحق بزيجة كاجوال تابعة لأحدى الطرق ( الصوفية ) الجديدة في عالم زواج اليومين دول وأشهرها العرفي وإذا لم يكن الأخير ممكنا فلا مانع أن جاءت الزيجة بإحدى توابعه ( نظرا لكثرة أسماء الزواج المتوفرة والحضور البارز للزهايمر المبكر يصعب حفظها ) .. أما حين وصلت إلى حدود الأرق المزمن الذي أتمتع به وفق العنوان الظريف : رجل في الأربعينات .. فقد أتضح أن العالم كله يتحدث بهذه اللغة وأن الأربعينات مطلوبة جدا في السوق ربما بحكم أنها عمر تلعب ببساطة في مساحة مواربة فضفاضة يحيلها المتصابيين أمثالي إلى أواخر عصرالشباب في حين يجيزها العواجيز اللذين ليسوا من أمثالي بالطبع إلى بداية محترمة جدا أسمها : اليأس ( وأظن أن كلمة : يأس .. تاخد أكتر على اليأس الفسيولجي التابع لتلميحات ليلة الخميس ) .. الوطن العربي كله ياسادة أربعينيين يبحثون عن أنفسهم في مساحة فراغ عاطفي ووجداني وجنسي و نفسي هائل .. لكن لماذا بقي العاملين الأشد إثارة للإهتمام في فكرة التشات هما الجنس و هذا الكذب الشنيع الذي ننطوي عليه مغلفا بتمثيليات شديدة البراعة ووفق أشكال وأنواع وأعمار مختلفة .. وهي أكاذيب نبدأها في بداية التعارف بعبارة بسيطة جدا هي : على فكرة ياحمد أنا من النوع اللي ميعرفش يكذب .. وبعدها تكون هذه العبارة وحدها كافية لتغطية كل أحداث الخيال العلمي الذي نجود به في مساحة التجلي طوال فترة التعارف .. سألت نفسي ربما لأني لم أجد حد كبير أسأله : لماذا كل هذا الخراب الداخلي الذي هو حد الفداحة .. ثم عدت وتراجعت عن سؤال نفسي وبحثت عن حد كبير ومع ذلك لم ظل السوعال حائرا .. هل ياترى كانت إجابة السيدة المحترمة كافية حين قالت لي وبالحرف الواحد : أبدا يا أحمد دي أكاذيب النت العادية !!!

الأربعاء، ١ أبريل ٢٠٠٩

حليم .. بروفة أخيرة





- " أريت على ضيك كلام جميل زيك كفاية نورك عليا " صافح وجه البركة ، يخلع النعاس عن أطراف البيوت القصيرة
قطع / من الدرابة إلى دكان رزقالله تقطع هي الوصل برفقة الشمس


- " ياحبيبي عشت أجمل عمري ف عنيك الجميلة

عشت أجمل عمر "



وابور بيت كريم عند أهازيجه البديعة ، يقدم من صميم قلبه سبيله الارتوازي ، يمرر خصاله الحزينة في شرايين الغيطان المترعة بالأغاني قطع / صفحة الماء الرائق تعكس صورة لقصة حب


- " لا فكرنا زمان يعاندنا لا .. لا.. لا

و لا أيام تقدر تبعدنا لا .. لا .. لا "


الحقائب المكتظة بالبعاد تكدس أسراب الغروب التي تنسحب من فوق رصيف المحطة البارد لحظة انكسار
قطع / تسلم وجهها إلى نافذة الخيال ، يسافر هو في شعرها المرسل في ضمير الريح



- " رديت وكمان رديت وفضلت أرد لحد مافاتت
ونسيت روحي وصحيت أتاريها خدت الشمس وغابت
"

ابتداء من أول المنفذ الكبير تركض المدينة في أنفاسها صوب الميدوب ، وجوه البنات صورا تتلاحق من بطلاته الآسرات : سعاد ، شمس ، نادية ، مريم ، زبيدة ، فاتن ، شادية ، ميرفت
قطع / هي على خلفية دار المعارف، هو من ناحية صيدناوي / شارع الذاكرة ينصت بإمعان للأكلاشيه الخالد : أح م اااااد ، م ن ى ااااا


- " حبيبها لست وحدك حبيبها حبيبها أنا قبلك و ربما جئت بعدك و ربما كنت مثلك "


يابنات الحور حلو الشعور دا القمر مخنوق ومعناش خبر ، ليل قريتنا يغرق في بطن النداهة
قطع / من الكولة ورايح تمنح عينيها إلى حزنه ، يقبض على يدها ، يخترقان معا زهو المستحيل


- " ولقينا حوالينا .. الدنيا ضباب .. وليل وقلب جريـــــح زى أوراق الشجر .. وقت الخريف .. رماها الريــــح "

لقطة كبيرة : يد عبدالحليم التي تسقط في المشهد تبحث عن لبنى في الفراغ
قطع / الوسادة الخالية / سينما القوصية/ 1979 / التتر حسب الظهور : جمال حلمي ، صلاح غبريال ، ميلاد عدوي ، مجدي زكريا ، أحمد سعد ، وجيه عبدالمسيح ..

- وإنما أنت قلبها -
تختال الوجوه في ذاكرة الأسماء – يلتبس الشجن تضاء شموع الخيال - أنا وحليم - بروفة أخيرة :
" وستعرف بعد رحيل العمربأنك كنت تطارد خيط دخان

الخميس، ٥ مارس ٢٠٠٩

تراتيل ليلة شتوية
تفك أزرار قميص فتنتها
تهرب إلى عذرية الخيال
تلملم مساءا بكر
خلف ضفيرة حزنها في معطفها الثقيل
تأخذ كل الطريق المؤدية إلى غموضها تعزف خطوات أنوثتها
تتوزع على أرصفة
تنسل من عينا القمر
تقبض يدي تطارد مالا يأتي
عاريا إلا من نفسي أتجسر البرد خلفها
أقطع شوارع تقطعني
أطارد كلمات أغنيات تطاردني
الاحق رزاز مطرا لجفاف وحدتي أتقزم ريشة في هواء أنسل إلى نفسي كما لاشئ
ها أنا طفل يتوزع على قيثارة البرد
في كل مرة أعود فيها مثقلا بعينيك
أكتشف أنني مزدحما
بسوناتا المشاعر القديمة
ألوذ إلى شمعة
تقيم نزيف ذكرياتها
تطل من نافذة روحي المزركشة بالأزرق
على شوارع الرماد
ها انا طفل يتسمح في روح الوقت
في كل مرة يعود فيها إلى نفسه مضبوطا على درجة حرارة مرتفعة وهزال عام وأشلاء إنسان يكتشف انه مريض بالحزن
على إيقاع تراتيل ليلة شتوية طالما اختارت تفك ضفيرة غيابها على كتف أمرأة لا تأت

الخميس، ٢٢ يناير ٢٠٠٩

نذبح العصافير... والتفاصيل كلها سواء!


أيها السيدات والسادة
جاءنا الموت التالي
أنا العربي جئت بكفن عائلي
(وكما هي العادة)
مجترا بتاريخ الحكايا
وأشعار الفخروالهجاء
ومخادع السلاطين والأمراء
وكل الأقوال المأثورة
الممتدة من قصص شهريار
إلى الليالي الملاح
جئت أحكي الحكاية
لا اهتمامات لي تذكر
بالزمن العربي المشطوب
كما تعرفون لم أنتظم كتلميذ نجيب
في خطب السادة الزعماء
ولا تربطني بالتاريخ
سوى كتب المدرسة
لمؤرخ في العادة لم يكن هناك
لا أعرف في السياسة الألف
من صحف الأحزاب
ولا من ثقافة الوطن سوى فتيات الكليبات
أعتدت أمشي وتمشي في صدري الأغاني
بمقاس أكبرمن النشيد الوطني
أنا الذي تربطني بالحياة
علاقة المواطن الصالح
الذي يحفظ عن ظهر قلب
أن الوطنية هي السكوت
لحظة أن يتفضل ليذبحك الوطن
وأن رغيف الخبز منتهى الغباء
وأن الأحلام لها أنياب
وأن الانتماء رفاهية
تدوسها أحذية السادة النبلاء
وكان ياما كان وما أحزن الكلام
جاءني عصفور في المنام
رأيته مذبوحا مضرجا في دمي
لايتدثر دفء شتائه
كما عصافير الحدائق الغناء
لايرتدي - كما غيره - الفراء
ولا القفازات والأحذية الثمينة
ولا يتمرغ في نعيم الأمهات والآباء
ولا يقضي وقته
مع الشكولاتة وأكياس الشبسي
ولايلعب في حديقة البيت الفارهة
ولاينتظم في فرحة الأبرياء
جاءني مضرجا في دمي
تذبحه نشرات الأخبار
خير... اللهم اجعله خير
أيها السيدات والسادة
خبر عاجل من فرجة الدم البارد
من مراسل الكوابيس العادية
جاءنا نفس السؤال:
هل من مات كان العصفور؟
هل كنت أنا؟
لا فرق نحن في بث مباشر
على مقصلة الأخبار
نذبح العصافير
أما التفاصيل فكلها سواء