الخميس، ٢٢ يناير ٢٠٠٩

نذبح العصافير... والتفاصيل كلها سواء!


أيها السيدات والسادة
جاءنا الموت التالي
أنا العربي جئت بكفن عائلي
(وكما هي العادة)
مجترا بتاريخ الحكايا
وأشعار الفخروالهجاء
ومخادع السلاطين والأمراء
وكل الأقوال المأثورة
الممتدة من قصص شهريار
إلى الليالي الملاح
جئت أحكي الحكاية
لا اهتمامات لي تذكر
بالزمن العربي المشطوب
كما تعرفون لم أنتظم كتلميذ نجيب
في خطب السادة الزعماء
ولا تربطني بالتاريخ
سوى كتب المدرسة
لمؤرخ في العادة لم يكن هناك
لا أعرف في السياسة الألف
من صحف الأحزاب
ولا من ثقافة الوطن سوى فتيات الكليبات
أعتدت أمشي وتمشي في صدري الأغاني
بمقاس أكبرمن النشيد الوطني
أنا الذي تربطني بالحياة
علاقة المواطن الصالح
الذي يحفظ عن ظهر قلب
أن الوطنية هي السكوت
لحظة أن يتفضل ليذبحك الوطن
وأن رغيف الخبز منتهى الغباء
وأن الأحلام لها أنياب
وأن الانتماء رفاهية
تدوسها أحذية السادة النبلاء
وكان ياما كان وما أحزن الكلام
جاءني عصفور في المنام
رأيته مذبوحا مضرجا في دمي
لايتدثر دفء شتائه
كما عصافير الحدائق الغناء
لايرتدي - كما غيره - الفراء
ولا القفازات والأحذية الثمينة
ولا يتمرغ في نعيم الأمهات والآباء
ولا يقضي وقته
مع الشكولاتة وأكياس الشبسي
ولايلعب في حديقة البيت الفارهة
ولاينتظم في فرحة الأبرياء
جاءني مضرجا في دمي
تذبحه نشرات الأخبار
خير... اللهم اجعله خير
أيها السيدات والسادة
خبر عاجل من فرجة الدم البارد
من مراسل الكوابيس العادية
جاءنا نفس السؤال:
هل من مات كان العصفور؟
هل كنت أنا؟
لا فرق نحن في بث مباشر
على مقصلة الأخبار
نذبح العصافير
أما التفاصيل فكلها سواء