بطبيعة الحال تختلف ذائقة التلقي العام للأشياء وفق شروط ذاتية بحتة تتمثل في الثقافة والوعي والتكوين النفسي والشعوري لكل شخص وهو في النهاية مانقدم من خلاله وجهة نظرنا في هذه الأشياء .. نختلف أو نتفق الأمر أكثر من طبيعي والتلفزيون جعلنا نحن البني آدمين المطلوبين على ذمة سجن الزوجية الانفرادي من قبل الواقع الاجتماعي كائنات إنطوائية بامتياز .. ومشكورا ( التلفزيون ) قدم لنا هذا العام زحمة درامية حاشدة .. وقد تلاحظ من خلال قراءة بسيطة لدراما هذا العام جملة أشياء بدت أولا بانه نحن الموقعون أدناه السادة الصعايدة مخدومين كويس جدا ونصيبنا فيها هو نصيب أسدين قصر النيل ( على عكس ماتطمح الحكومات المتعاقبة في مصر المحروسة ) و بامعان تدرك كولد شاطر ان صعايدة مسلسلات هذا العام صعايدة شكل تاني حبك أنته ، فهم غالبا رجال اعمال وتجار مخدرات واعضاء مجلس شعب يتحركون وفق نسيج مستمر ودائم من الفلل الفخمة والاساس الأنيق وأحدث العربيات الجيب وجملة ملحقات تؤدي في النهاية الى المظاهر الاجتماعية الخمس نجوم .. ولا أعرف أنا شخصيا كمواطن من الدرجة التالتة في مدرجات الصعيد الى اي حد يعبر هذا عن واقع الدم واللحم الحقيقي الذي نعيشة ( دا على اساس اننا عايشينه ) .. ( مملكة الجبل – موعد مع الوحوش – الكبير قوي – همام ) وفق تيمة سهلة ومتعارف عليها ملعوب عليها دراميا طوال الوقت لا تخرج عن نطاق الصراعات وإطلاق النار والثأر، وقطّاع الطرق ومطاريد الجبل وزراع المخدرات والبشرالذين يطلقون الرصاص كأنهم "يقزقزون لب" .. على طرف البناء الدرامي قدم موعد مع الوحوش قماشة متماسكة مشدودة عند مستوى أداء مميز لعزت العلايلي وخالد صالح في حين جاء مملكة الجبل لحد مش متغطي كويس وطلع بأحداث فيلم هندي بحت لحد حط ايده في تراب الصعيد وطلع بيها متعاصة بسيناريو متخيل من منطقة سذاجة عبيطة تتسم باداء مسرحي مفتعل في حين امتلك الكبير قوي مبررات حضوره عند لحظة كاريكاتيرية فنتازية تجوز معها كما لايجوز لغيرها المبالغة عند جرعة كوميديا مختلفة لدم جديد ( احمد مكي ) على الشاشة تميز بخفة الدم الخالية من الاستظراف الباهت الذي حل على من يسمونهم نجوم الكوميديا التقليديين المكررين المكرسين في الوقت الحالي .. جاء همام من منطقة تاريخية مهجورة دراميا وهو ما وهب العمل زخما أكثر عن قصة حقيقية سبق ودونها عبدالرحمن الجبرتي .. وفق حوار وسيناريو واخراج متميز يتحرك فيه كاريزما نجم كبير هو يحيى الفخراني .. أما بعيداعن جلباب الصعايدة فقد تميزت أغلب الاعمال التي مرت جنب حيط الزعيق والنهيق
بمستوى جديد حاول ان يستعيد للدراما المصرية موقعها الذي فقدته في الوقت القريب مقابل الاعمال السورية الاكثر ذكاء حيث جاءت أغلب الاعمال هذا العام محمولة على كاميرا السينما عند صورة جذابة وسيناريوهات ذكية تميز فيها مسلسل الجماعة كسيناريو و اخراج دون الاهتمام بالافكار التي طرحت فيه وتعبر عن وجهة نظر المؤلف ( وتتمناها الحكومة ) وضغط مسلسل الحارة على الوجع الاجتماعي للحارة المصرية عند خط القاع بواقعية سحرية وأداء متقدم لكل ممثليه فيما قدمت هالة خليل بصوت وديع وهادئ وشفيف وجذاب بلازعيق أوصراخ حكايات وبنعيشها عند مستوى تلقائية مدهشة لليلى علوي وباسم سمرة وعابد فهد ( وهو العمل المفضل لي شخصيا هذا العام ) .. وجاء مسلسل ريش نعام ومسلسل قصة حب عند الحد الجدير بالتلقي .. ( استبعدت مشاهدة أي عمل ليسرا وسميرة أحمد لان منشورالحق والخير والنضال الاجتماعي المستمرفي اعمالهما منذ عشر سنوات أصابني بالتشبع ومعه فقد ت ذاكرة كونهما ممثلتين من دم ولحم التنوع الحقيقي لشخصيات الحياة ) في مسلسل عايزة اتجوز أختلط فن التمثيل بالحوار الانشائي المباشر تماهت في مجملها مع كونه عمل قادم من رحم كتابة تدوينية للمدونة غادة عبدالعال ولكني لم أكن أرى في البطلة سوى ياسمين عبدالعزيز التي اظنها كانت قد فجرت المواقف بخفة دم كبيرة محجوزة للمصريين مع تقديري لهند صبري التي اجتهدت أما زهرة وأزواجها الخمسة فقد منحته من جيبي الخاص ودونما خوف أو تردد من جماهيريته الشعبية بطاقة أسوأ عمل مع تقديري لاعجاب الكثير من الزملاء الرجال بقمصان النوم التي ظلت الانسة مدام غادة عبدالرازق قاعدة بيها تلاتين يوم في وش المساكين السادة المناضلين المشاهدين
هناك تعليق واحد:
عاجبنى كلامك جدا ولعلمك انا ما تبعت
اى عمل درامى فى رمضان نهائيا يعنى كنت
بسرق من دنيتى شوية حسنات يمكن ربنا يغفرلى عامتا انا بشاهد الاعمال بعد رمضان لانها طبعا بتتعاد الف مرة وربنا يصبر السادة المشاهدين
............
إرسال تعليق