الأحد، ١٦ مايو ٢٠١٠

الأستاذ وهيب

صوت الرجل الأبيض صاحب النظاراة الطبية السميكة في هيئته الأبوية الدافئة وهو يضبط إيقاع كلماته في مواجهة الحاج علي كريم ( أبي ) تحت سقف مفعم برومانسية بكر لقروية تنتمي بإتقان إلى جغرافيا الصعيد الجواني . هذا الصوت كان وكأنه يقص بإمعان شريط العلاقة الملتبسة حد التوحد بيني وبين طفولتي المترعة على صفحات بيضاء باتساع الحلم .. الأستاذ وهيب فرح يقرر دونما تحريات ضخمة أن الولد خارج عن النظام العام لدولة التربية والتعليم يمرر روح نحيلة من نظرية الولد المهذب تلك التي تأخذك إلى مسالك عظيمة الشأن تحت سطوة ذاكرة جمعية تقدس للطبيب والمهندس والضابط إلى مهنة أشد تأثيرا في الحياة الا وهي : صايع .. يقول الأستاذ وهيب : أحمد يلزمه كراسات زيادة في حصة التعبير .. باقة ورد أوراقها قلبي إلى معلمي الأول جارنا القبطي الذي علمني أن الكتابة هي الشروع في قتل كل ماهو عادي رتيب ممل .. وأن الكتابة هي أن تطير دونما خوف من السقوط .. وأن الكتابة صديق حقيقي كلما سقط البشر داخل ذواتهم الضيقة .. باقة حب من تلميذ صغير الى أحد الأرواح النبيلة في الحياة الأستاذ وهيب فرح

ليست هناك تعليقات: