الجمعة، ١٧ سبتمبر ٢٠١٠

اقفل عليك نفسك

لما تنطلي الأشياء على وش واحد
لما الألوان تنسرق من ضحكة البهجة
" يتكعبل " الليل في طرف الصبح
تتوه الوجوه والأماكن
في زحمة التفاصيل الباهتة
بدون أثر فوق حيطان الوقت
تتجمد ذكرى لتواريخ باردة
وإذا تطلع من روح النهار وردة
تندهك ..قبل مايغمرك ضيها
تغرق في عطش السراب
يخبط عليك الحلم فجأة :
قوم لملم المكسور
بعضك المنثور
ارتدى حد غيرك
واقفل عليك نفسك

الأربعاء، ١٥ سبتمبر ٢٠١٠


أن كنت حبيبي ساعدني كي ارحل عنك
او كنت طبيبي ساعدني كي اشفي منك
لو اني اعرف ان الحب خطير جدا ما احببت
لو اني أعرف ان البحر عميق جدا ما ابحرت
لو اني اعرف خاتمتي ما كنت بدأت
اشتقت اليك فعلمني ان لا اشتاق
علمني كيف أقص جذور هواك من الاعماق
علمني كيف تموت الدمعة فى الاحداق
علمني كيف يموت الحب وتنتحر الاشواق
يا من صورت لي الدنيا كقصيدة شعر
وزرعت جراحك فى صدري و أخذت الصبر

الثلاثاء، ١٤ سبتمبر ٢٠١٠

المساكين المشاهدين

بطبيعة الحال تختلف ذائقة التلقي العام للأشياء وفق شروط ذاتية بحتة تتمثل في الثقافة والوعي والتكوين النفسي والشعوري لكل شخص وهو في النهاية مانقدم من خلاله وجهة نظرنا في هذه الأشياء .. نختلف أو نتفق الأمر أكثر من طبيعي والتلفزيون جعلنا نحن البني آدمين المطلوبين على ذمة سجن الزوجية الانفرادي من قبل الواقع الاجتماعي كائنات إنطوائية بامتياز .. ومشكورا ( التلفزيون ) قدم لنا هذا العام زحمة درامية حاشدة .. وقد تلاحظ من خلال قراءة بسيطة لدراما هذا العام جملة أشياء بدت أولا بانه نحن الموقعون أدناه السادة الصعايدة مخدومين كويس جدا ونصيبنا فيها هو نصيب أسدين قصر النيل ( على عكس ماتطمح الحكومات المتعاقبة في مصر المحروسة ) و بامعان تدرك كولد شاطر ان صعايدة مسلسلات هذا العام صعايدة شكل تاني حبك أنته ، فهم غالبا رجال اعمال وتجار مخدرات واعضاء مجلس شعب يتحركون وفق نسيج مستمر ودائم من الفلل الفخمة والاساس الأنيق وأحدث العربيات الجيب وجملة ملحقات تؤدي في النهاية الى المظاهر الاجتماعية الخمس نجوم .. ولا أعرف أنا شخصيا كمواطن من الدرجة التالتة في مدرجات الصعيد الى اي حد يعبر هذا عن واقع الدم واللحم الحقيقي الذي نعيشة ( دا على اساس اننا عايشينه ) .. ( مملكة الجبل – موعد مع الوحوش – الكبير قوي – همام ) وفق تيمة سهلة ومتعارف عليها ملعوب عليها دراميا طوال الوقت لا تخرج عن نطاق الصراعات وإطلاق النار والثأر، وقطّاع الطرق ومطاريد الجبل وزراع المخدرات والبشرالذين يطلقون الرصاص كأنهم "يقزقزون لب" .. على طرف البناء الدرامي قدم موعد مع الوحوش قماشة متماسكة مشدودة عند مستوى أداء مميز لعزت العلايلي وخالد صالح في حين جاء مملكة الجبل لحد مش متغطي كويس وطلع بأحداث فيلم هندي بحت لحد حط ايده في تراب الصعيد وطلع بيها متعاصة بسيناريو متخيل من منطقة سذاجة عبيطة تتسم باداء مسرحي مفتعل في حين امتلك الكبير قوي مبررات حضوره عند لحظة كاريكاتيرية فنتازية تجوز معها كما لايجوز لغيرها المبالغة عند جرعة كوميديا مختلفة لدم جديد ( احمد مكي ) على الشاشة تميز بخفة الدم الخالية من الاستظراف الباهت الذي حل على من يسمونهم نجوم الكوميديا التقليديين المكررين المكرسين في الوقت الحالي .. جاء همام من منطقة تاريخية مهجورة دراميا وهو ما وهب العمل زخما أكثر عن قصة حقيقية سبق ودونها عبدالرحمن الجبرتي .. وفق حوار وسيناريو واخراج متميز يتحرك فيه كاريزما نجم كبير هو يحيى الفخراني .. أما بعيداعن جلباب الصعايدة فقد تميزت أغلب الاعمال التي مرت جنب حيط الزعيق والنهيق
بمستوى جديد حاول ان يستعيد للدراما المصرية موقعها الذي فقدته في الوقت القريب مقابل الاعمال السورية الاكثر ذكاء حيث جاءت أغلب الاعمال هذا العام محمولة على كاميرا السينما عند صورة جذابة وسيناريوهات ذكية تميز فيها مسلسل الجماعة كسيناريو و اخراج دون الاهتمام بالافكار التي طرحت فيه وتعبر عن وجهة نظر المؤلف ( وتتمناها الحكومة ) وضغط مسلسل الحارة على الوجع الاجتماعي للحارة المصرية عند خط القاع بواقعية سحرية وأداء متقدم لكل ممثليه فيما قدمت هالة خليل بصوت وديع وهادئ وشفيف وجذاب بلازعيق أوصراخ حكايات وبنعيشها عند مستوى تلقائية مدهشة لليلى علوي وباسم سمرة وعابد فهد ( وهو العمل المفضل لي شخصيا هذا العام ) .. وجاء مسلسل ريش نعام ومسلسل قصة حب عند الحد الجدير بالتلقي .. ( استبعدت مشاهدة أي عمل ليسرا وسميرة أحمد لان منشورالحق والخير والنضال الاجتماعي المستمرفي اعمالهما منذ عشر سنوات أصابني بالتشبع ومعه فقد ت ذاكرة كونهما ممثلتين من دم ولحم التنوع الحقيقي لشخصيات الحياة ) في مسلسل عايزة اتجوز أختلط فن التمثيل بالحوار الانشائي المباشر تماهت في مجملها مع كونه عمل قادم من رحم كتابة تدوينية للمدونة غادة عبدالعال ولكني لم أكن أرى في البطلة سوى ياسمين عبدالعزيز التي اظنها كانت قد فجرت المواقف بخفة دم كبيرة محجوزة للمصريين مع تقديري لهند صبري التي اجتهدت أما زهرة وأزواجها الخمسة فقد منحته من جيبي الخاص ودونما خوف أو تردد من جماهيريته الشعبية بطاقة أسوأ عمل مع تقديري لاعجاب الكثير من الزملاء الرجال بقمصان النوم التي ظلت الانسة مدام غادة عبدالرازق قاعدة بيها تلاتين يوم في وش المساكين السادة المناضلين المشاهدين

مقال الكاتب الصحفي هادي سلام لجريدة الراي عن كتاب روح شاغرة

أحمد المنشاوي يحلّق في فضاء دستوره ... القمر


عرف العرب الشعر على انه الفن الابداعي المتفرد ونظروا إليه نظرة اعجاب ودهشة وتقدير. لذلك سيظل الشعر يحوز اهتماماتنا الثقافية والانسانية وامينا لنقل الصور الحقيقية والجمالية لما يقدمه في الماضي والحاضر... والمستقبل ومنذ ان ظهر الادب العربي منتصف القرن الخامس الميلادي بشتى فروعه وحتى الآن، ولم يتوقف نهر العطاء... واذا كان الشعر في طليعة الفنون والادب التي تلقى اهتماما كبيرا ضمن اهتمامات مجالات الثقافة الانسانية نظرا لما يتبوأه من مكانة كبيرة في ثقافتنا العربية منذ اقدم العصور... ومن هنا يمكننا القول ان نهر العطاء المتجدد لم يتوقف عن جريانه، وآخر معطياته ديوان «روح شاغرة تكفي لفراشة» للشاعر احمد المنشاوي والذي صدر عن «الدار للنشر والتوزيع» القاهرة - 2010.
هذا العنوان لهذا الديوان الذي يضم 120 صفحة ويحتوي على عشرين قصيدة وان كنت اعتبر اهداء الشاعر احمد المنشاوي لشخصي الضعيف... هي قصيدة جميلة لم يعرفها القارئ حتى هذه اللحظة لانه خصني بها.
بدأ الشاعر باهداء ديوانه إلى الفنان المرحوم عبدالحليم شبانة الذي اشتهر بـ «عبدالحليم حافظ» او «حليم» كما كتب عنه المؤلف هذا الاهداء قائلا: «الى زمني المكتوب على صوت حليم» العبارة قصيرة ووجيزة لكنها تحمل معاني ذات دلالات خاصة لجيل كامل وانا واحد منه تحمل الجميع لفنان شكل بصوته واغانيه وجدان شعب بأكمله... وننتقل من الاهداء إلى القصائد التي اخذت عناوين مختلفة وعوالم مختلفة تجمع بين الخيال والجمال والمتعة بعيدا عن الاستعراضات اللغوية والعفوية المبالغ فيها وبلغة سهلة جميلة ميسرة اقرب إلى اسلوب «السهل الممتنع»، ولنتنقل بين قصائد المنشاوي كما تتنقل الفراشات في حقل ممتلئ بالزهور والياسمين والرياحين ففي لحظات قليلة ينقلك الشاعر من العالم الخاص بك إلى عالمه الخاص به دون ازعاج او فوضى منظمة ينقلك من عالم الضجيج إلى عالم الهدوء والسكينة... وكيف لا؟! وقد استمد الشاعر المنشاوي تجربته من عدة روافد اساسية اولها ثقافته المتجددة وتجربته الشخصية والذاتية المتفردة والمتميزة في مجال الكتابات الادبية... فقد كان ولا يزال مسؤولا عن الصفحات الادبية لكثير من الصحف والمجالات، كما كان مسؤولا عن هموم جيل بأكمله.
اعود مرة اخرى إلى «روح شاغرة تكفي لفراشة» حيث استمد الشاعر روح قصائده من تجربته الذاتية وبما احاط به من اصدقاء وبما صنعت به البيئة التي عاشها بحلوها ومرها ويمارسه لنا من صور وخيالات قد تكون احيانا صورا حية من الواقع وكأنك تنقلها على الهواء مباشرة وصورا اخرى قديمة نقلها لنا عن طريق الابيض والاسود فتارة ينقلك مع بساط الريح وتارة اخرى يركب معك بجوار الشباك «وابور الصعيد الجواني»، لتغني معه يا وابور قلي رايح على فين؟! هكذا كان احمد المنشاوي في معظم قصائده... او على الاقل هكذا انا بفهمي المتواضع.
لقد استخدم المنشاوي كافة ادواته الشعرية وامكاناته في معظم قصائده، وكأنه يريد ان يحس القارئ به وان يحس ان لديه مخزونا كبيرا من الحكايات والآهات والآلام... وقصصا ربما حدثت له، او ربما حدثت لنا جميعا... كما نرى في رسم سيناريو اغنية عبدالحليم حافظ... «فاتت جنبنا ... انا وهوه ... وضحكت لنا انا وهوه».
هكذا ينقلك احمد من عالمه الشعري إلى عالم الفضائيات والغنائيات التي ارتسمت في وجداننا جميعا لتبقى صورا حية لا يمحوها الزمن ... قصص حقيقية او خيالية، وفي قصيدة اخرى ينقلك من البث المباشر إلى بث السحر من العيون فيقول نظرة تهرب ملامح تكاد تختفي انا والبرد خارج عينك... وحدك سيدة الحضور - كلما اغمض روحي هذا بالاضافة إلى ابيات انفرد بها الشاعر تحتاج إلى جهد من الشرح والتفصيل يقول المنشاوي:
ما الذي يبقى للشعر سوى بلاد دستورها القمر
ولغتها الرسمية رسائل الغرام... ما الذي
يبقى للشعر غير اشتهاء الكلام
هذا بالنسبة للشعر ... اما بالنسبة للشاعر احمد المنشاوي والذي تشرفت بمعرفته في اخريات القرن الماضي فهو من مواليد 13 سبتمبر... اي من مواليد برج العذراء وهو البرج الذي انتمي اليه غير برج القاهرة بالاضافة إلى ابراج الكويت.
اعود للشاعر... احمد المنشاوي مثقف كبير وقارئ جاد لكافة الاعمال الادبية، ومتابع دقيق لكل الاحداث بالاضافة إلى انه يمتلك موهبة حقيقية وحسْا مرهفا، وهو دائما منحاز للاجمل والافضل مؤمنا بحرية الرأي واحترام الرأي الآخر وحرية التعبير والتغيير، كما انه يتمتع بوفاء نادر، ناهيك عن دماثة خلقه وحيائه المفرط.
تحية حب واحترام وتقدير لديوان يحمل في طياته هموم الشعر وهموم البسطاء صاغ كلمات ديوانه برقة الاحساس وجمال الصورة وحرفية الكلمة والفكرة والرؤية، فخرّج لنا عملا جميلا يحمل غلافا اجمل للدكتور خالد سرور يصور لنا الغلاف سيدة جميلة في منتصف العمر، تقرأ كتابا على ضوء خافت في منتصف الليل ليحملنا هذا الضوء إلى عالم السحر والخيال والجمال لروح شاغرة تكفي لفراشة.

حوار مهم

هو : اسمحيلي أطلع من حياتك / هي : لا أرجوك / هو : تقصدي أيه / هي : أقصد ماتتطلعش بايدك فاضية أستنى لما أوقفلك تاكسي

الاثنين، ١٣ سبتمبر ٢٠١٠

جنية الحواديت

ما أصعب أن تتسلل سور الليل ، وتتدلى امرأة فيك ، تفتح عينى الصبح ، تخرج منك بمفاتيحك ، تترك بيتا مهجورا ، يغني على طرف من موال الغربة ، ما أصعب أن تتلبسك امرأة ليست أكثر من رقصات الريح بين ضلوعك ، فتصبح مقيدا ضد المجهول في جريمة عشق ، ارتكبتها بالنيابة عنك جنية الحواديت