الاثنين، ١٩ مارس ٢٠٠٧

مذكرات محرر ثقافة



الكاتب شخص ليس له رئيس - تقول حكمة فرعونية - وهكذا وفق دواعي انفلات لابأس بها، تجيز لنفسك كل هذه الفخامة - تعرفونها - هذه التي نفترض عادة انها تليق بنا وحدنا
عند أقرب فرصة تتاح على منصة البث.. خاصة اذا ماشاءت الظروف، وظل قائما ما يفترض فيك الشئ الاليف الذي ينعم بصحيفة سوابق خالية من الامراض السارية، كتهمة الفهم أو عدمه مثلا..! دون أن تفقد عذرية براءة الاطفال المسجلة حصريا بأسم حضرتك في البيت.. والشارع.. والشغل.. والمعتمدة لدى خالتي صفية وعمي حسن
-حتى الأن على الاقل-
سوى إقترافك لجريمة واحدة ليست ذي صلة، و لن يذكرها التاريخ بالطبع، تلك التي تنتحل فيها شخصية مواطن صالح يمارس حقه في الحياة بغباء، وهو أمر اذا افترضنا انه كلّف حملة تفتيش على دفتر أحوالك عند أقرب عملية سطو مسلح على حريتك، فلا ترتجف أيها الاخ الزميل في مدرسة الحياة، حيث لا ينتج عن هذه الاحوال بأكثر من العثور داخلك على اشياء عبيطة تسجل دائما ضد مجهول
( لا أقصد بمجهول غير معروف حاشالله أقصد غير موجود أصلا)
تلك الاشياء التي تنطوي في الغالب تحت بند المتعلقات الشخصية..من نوعية لسانك الطويل، و إحتفاظك ببقايا أحلام مهربة من بلاد بعيدة وتحريز( مصطلح أمن دولة ) رسومات على جدران الالم، وقليل من الدم المنثور على ارضية أحلام تتهالك، ثم مايتكوم هناك من قصاصات مشاعر ممنوعة، بالاضافة الى أدلة دامغة على علاقات مشبوهة بعملاء من نوعية الأخوة ماركيز.. وميلان كونديرا ..وبابلو كويهلو.. وماشابه من
..جرائم صغيرة لن تلحظها الاقدام الخشنة التي تجتاحك الان غرفة.. غرفة
وربما قد لايلفت انتباه أحد بعض من وجوه تنكرية تتحدث بإسمك، بالاضافة الى تلك الاشياء التي تمسح دهاءها في ركن قصي منك، كلما حاولت حشرها في السياق تنتهي الى عقل السيد الرقيب.. هذا المضبوط على نغمة الدفاع بضراوة عن الصورة النمطية النبيلة التي نمعن كل صباح في الخروج بها الى العلن، حتى مع ماقد يكلف ذلك من بؤس بالمعني الحرفي يلاحق كائنات ترتدي ادعاءات واسعة بانها مشغولة برفق في هذه الحياة بالأدب أمام معادل خفيف الظل ويشرح القلب وبحظى بشعبية أوسع عند حضور جماهيري يسد عين الشمس
ولا أشد نضالا اسمه بكل بساطة : قلة الادب وليس طمعا في فكرة عدم وجود رئيس لبني آدم يكتب ( آل مفيش رئيس آل ) وليس تأكيدا للاخر الغير متاح على الخط بانك تقبل خدمة توصيل الرسائل القصيرة الى المنازل..! أيضا يمكن لك أن تضحي وترمي بنفسك الى التهلكة وتكتب .. وليس لأنك تنحاز الى سذاجتك تبتلع موس وتكتب .. إنما إن تمارس إشتياق الى سرقات صيفية من ذلك البعيد الموارب، ما أن يلّح ساعات ساعات تظهر الجلالة، ومدد يا سيدي مدد .. معها خير اللهم اجعله خير، تلاحق في بياض الصفحة بالونات الفرح التي طالما ظلت ترسمنا على نواصي الحلم قبل أن نمرهكذا كالخطايا تحت أعقاب مسئول كبير يفتح نافذة وعيك صباحا الى أخر مسئول يغلقه بالشمع الاحمرعند نهاية كل يوم
للدرجة التي تُضبط فيها متلبسا ارتباكات شنيعة عند الحاح هذه الجميلة على متن إستفهام ظريف في معرفة الصفة التي تنعم بها حضرتك تحت سقف الكار ( كار الكتابة طبعا)..حتى أنك كدت تلقيها دفعة واحدة هربا من جحيم انتظار لرد الفعل على شئ لم يكن في مجمل الاحوال يليق بشخص محترم ( لاتتوفر دراسة علمية تؤكد مسألة الاحترام ) بل و حين تجردت من مشاعر الشفقة على هذا الذي تربطك به علاقة وطيدة ( أنت ) وتحررت من غروره وقلتهامرة واحدة و بالفم المليان : محرر ثقافة
لم يكن بوسعك لحظتها ما تفعله خاصة حينأرادت الجميلة نفسها أن تؤكد من جديد قيمة النعيم في سؤال إضافي آخر جاء على نفس الطريقة التي كان يعامل بها السيد تايسون من يصادفهم الحظ : طيب طيب فهمنا يعني لمؤاخذة بتعمل ايه ؟
قالت ) وحيث لا أحد يؤكد ماقد تخلفه المذكرات في الأبرياء من بلاهة مستديمة خاصة بعد أن اغرقت السوق ببضاعة، وقع عليها قدرغير قليل من السيدات.. والسادة السياسيين.. والمغنين.. ولاعبي الكرة.. والممثلين.. والمثقفين.. وبنات الفيديو كليب (وبنات منتصف الليل ( الساعة 12وخمسة تقريبا
فقد حدث وأدركت- عن جهل طبعا- بإن ماجاز تسميته بمحرر الثقافة أمر في حاجة ماسة الى إعادة نظر لأعمى تنقصه روح كفاح مسلح تحت سقف عقلية المؤسسة التي تفترض سوء النية غالبا بدءا من الاستاذة مرفت ( أسم رمزي تحسبا لما قد تتكرم الحياة به مستقبلا من أكثر من مرفت ) التي كانت أول من تفضل بمنح شرف إحالة اوراقي الى أقرب سلة مهملات، تفاديا لجريمة إفساد الذوق العام، خاصة بعد أن أكد لها خبراء الأرصاد، انهاهي من تمثل في هذه الحالة كلمة : العام.. إنتهاء برئيس التحرير الذي نصحته مرفت أخرى، باحاطة مقعده الوثير بوجاهة اهتمام بالثقافة، فقرر بشكل انفعالي أن يراني على رأس هيئة التحرير، منتقلا بذلك من صفحة توازي أي تهمة عارضة هي الثقافة، الى مطرح لطيف وبرح، هو في الواقع أكثر من صفحتين وحمام ومطبخ، واذا بالمطرح كله في نهاية موسم التنزيلات بعد أن عاد الوعي مرة أخرى الى السيد الرئيس هو مجرد باب الى الشارع، عقابا على أشياء، كان الولد المهذب الذي سبق وتعرفت عليه من يوم الميلاد مع حلول موسم الزهايمر، قد فقد تذكرها دون أن تراوده لحظة ندم
واحدة(لازلت أقصدك طبعا )..وهي لحظة يفترض انها طبيعية.. اذا البني آدم حسيس.. بل وامعانا في التبجح.. ها هو يتمرغ في كل هذا النعيم الذي يحظى به في التو واللحظة عند حالة إجلاء لمذكرات هي في النهاية لاتتجاوز أهمية الغبار الذي يتعلق برزاز الكلمات التي طالما ظلت على علاقة مشبوهة مع هذا الذي مايزال دونما خجل يذكر يشتغل- الى هذه اللحظة- في حاجة شبه مهجورة عصريا اسمها : الأدب ..وهو ما أفضى في النهاية إلى أن يشار اليك في الشارع بــ : هوه دا الاخ اللي عنده دم و كتب مذكراته
(على اعتبار انه توفر هذا الدم طبعاً (أحمد المنشاوي

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

بعد أن ضحكت من نص دين قلبي

أعدك أن أداوم التلصص على مذكراتك وأحقادك
وكائناتك الدفينة

أيها الكائن الفوضوي أهلا بك في عالم المدونات الرحب
حيث لا مرفت ولا دياولوووو

.
.
سوزان خواتمي

... يقول...

لا شك انك تستحق العقاب فكل ما تقوله وما لا توله هو قمة الادب فى عالم عديم الادب
مازلت اسعى لاكتشاف معنى محرر ثقافة
لذا سأظل اتابع
سناء.. او مرفت تستحق ان نقبع بانتظار افعالها